أخبار عاجلة

تحقيق| أزمة فيديو التزييف العميق لشيخ الأزهر.. ماذا يحدث حين تقرع أبواب عمالقة التكنولوجيا؟

تحقيق| أزمة فيديو التزييف العميق لشيخ الأزهر.. ماذا يحدث حين تقرع أبواب عمالقة التكنولوجيا؟
تحقيق| أزمة فيديو التزييف العميق لشيخ الأزهر.. ماذا يحدث حين تقرع أبواب عمالقة التكنولوجيا؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال أحمد أبو زيد مسئول «السوشيال ميديا» بمشيخة الأزهر الشريف، إنه يوم الإثنين الماضي الرابع من أغسطس، ظهر فيديو «تزييف عميق» ينتحل شخصية الإمام الأكبر أد. أحمد الطيب شيخ الأزهر.

وأضاف، أنه لم يكن مجرد مقطع عابر، بل كان حدثًا كاشفًا يطرح سؤالًا ملحًا: كيف تتعامل المنصات الرقمية الكبرى مع محتوى شديد الحساسية وقادر على إثارة الجدل المجتمعي؟

للإجابة عن هذا السؤال، بدأت رحلة تواصل مباشرة مع أربع شركات تكنولوجية تسيطر على الفضاء الرقمي: «TikTok، Meta، X، وYouTube»؛ لم يكن الهدف هو الحكم الأخلاقي، بل فهم آليات الاستجابة ورصد ما يحدث بالفعل خلف الكواليس.

المسار الأول: «TikTok».. نموذج التواصل المباشر

كانت البداية مع «TikTok»، عبر قناة اتصال غير رسمية «واتساب» هنا، كانت الملاحظة الأولى هي سرعة الوصول إلى صانع القرار. لم تكن هناك طبقات بيروقراطية متعددة، تم عرض الموقف، وشرح أبعاده، وانتقل الأمر مباشرة إلى الفريق التقني المختص.

ماذا حدث؟ خلال فترة زمنية قصيرة، تم سحب أكثر من 300 فيديو من التداول. الإجراء الأبرز كان تقنياً بحتاً: تم تطبيق حظر على «بصمة الصوت»؛ الأصلية للمقطع المفبرك، مما جعل إعادة استخدامه على المنصة أمرًا غير ممكن تقنيًا. التجربة هنا كشفت أن وجود قناة اتصال مباشرة ومرنة يؤدي إلى إجراءات سريعة وحاسمة.

المسار الثاني: «Meta».. نموذج العملية المؤسسية

الانتقال إلى Meta «فيسبوك وإنستغرام» كان يعني الدخول في مسار مؤسسي أكثر رسمية عبر البريد الإلكتروني لفريق السياسات؛ كانت الاستجابة الأولية تتبع الإجراءات القياسية، مما استغرق وقتاً أطول، تطلب الأمر توضيحًا متكررًا للطبيعة الاستثنائية للمحتوى وتأثيره المحتمل لتجاوز الروتين المعتاد.

ماذا حدث؟ بعد استيعاب الأبعاد الكاملة للموقف، تحركت آليات «Meta» بشكل واسع. تم سحب أكثر من 4.500 منشور وفيديو، كما تم إنشاء بصمة رقمية للمحتوى على أداة «Business Rights Manager» ، وهو إجراء استباقي لمنع إعادة ظهوره. التجربة هنا أظهرت أن الأنظمة المؤسسية الكبيرة قادرة على التحرك بقوة، لكنها تحتاج إلى «وقود» من الإلحاح والبيانات لتغيير مسارها من الإجراء القياسي إلى الاستجابة الاستثنائية.

المسار الثالث والرابع: «X وYouTube».. نموذج الالتزام الصارم بالنماذج

كان المسار الأخير مع X «تويتر سابقًا وYouTube»، على الرغم من وجود قنوات اتصال مع مسؤولين، كان التوجيه المتكرر هو ضرورة استخدام المسارات الرسمية المخصصة للإبلاغ «Law Enforcement Forms»؛ تمسكت المنصتان بالإجراءات القياسية المعلنة ورفضتا التعامل مع الموقف كحالة طارئة تستدعي تجاوزًا للروتين.

ماذا حدث؟ كانت النتائج محدودة للغاية؛ منصة «X» قامت فقط بتمييز عدد ضئيل من الفيديوهات بعلامة «محتوى مُعَالَج»؛ أما «YouTube»، فلم يتخذ أي إجراء بسحب الفيديو حتى تاريخ كتابة هذا التحقيق، التجربة هنا كشفت عن ثقافة عمل تضع الالتزام الصارم بالإجراءات الداخلية فوق تقييم الموقف الاستثنائي، مما يؤدي إلى بطء شديد في الاستجابة.

الخلاصة: أربع منصات.. أربع ثقافات عمل

هذا التحقيق لم يكن عن فيديو واحد، بل عن أربع فلسفات مختلفة في إدارة المحتوى الحساس، لقد أظهر بوضوح أن نوع قناة الاتصال، ومرونة الإجراءات الداخلية، وثقافة الشركة، هي العوامل التي تحدد سرعة وشكل الاستجابة، النتيجة ليست مجرد حذف محتوى، بل هي كشف شفاف للطريقة التي تفكر وتعمل بها أقوى الكيانات التكنولوجية في عصرنا.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اتحاد الكرة يعلن تسوية مالية مع الزمالك وفتح باب القيد للموسم الجديد
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة