أخبار عاجلة

واشنطن تتقاعس عن احتواء نزيف السودان رغم تصاعد التهديدات الاستراتيجية

واشنطن تتقاعس عن احتواء نزيف السودان رغم تصاعد التهديدات الاستراتيجية
واشنطن تتقاعس عن احتواء نزيف السودان رغم تصاعد التهديدات الاستراتيجية

رغم تجاوز الحرب الأهلية في السودان عامها الثالث، وبلوغ عدد ضحاياها أكثر من 150 ألف قتيل، فضلًا عن نزوح الملايين وتدخل عدة قوى إقليمية ودولية، لا تزال الاستجابة الأمريكية للصراع محدودة، بحسب تقرير حديث صادر عن معهد "نيولاينز" للدراسات الجيوسياسية في واشنطن.

يشير التقرير إلى أن الصراع في السودان يمثل تهديدًا مباشرًا للمصالح الاستراتيجية الأمريكية في البحر الأحمر والقرن الأفريقي، في ظل تصاعد نفوذ قوى مثل روسيا، الصين، وإيران، إلى جانب خطر تمدد الجماعات الإسلامية المتطرفة، وتفاقم الأزمات الإنسانية والهجرة غير النظامية.

أدوار خارجية تُغذي الحرب

بحسب المعهد، ساهم الدعم الخارجي لكل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في إطالة أمد النزاع. فقد تلقت قوات الدعم السريع طائرات مسيّرة وأسلحة عبر مسارات لوجستية تمر من تشاد وجنوب السودان، في حين حصل الجيش السوداني على دعم عسكري من إيران وروسيا وتركيا، بما في ذلك الطائرات المسيّرة والتقنيات المتقدمة.

وتسعى كل من موسكو وطهران إلى تأسيس وجود بحري دائم في ميناء بورتسودان، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للمصالح الأمريكية والغربية في البحر الأحمر، أحد أهم الممرات التجارية العالمية.

تدخل أمريكي خجول

حتى الآن، تقتصر الاستجابة الأمريكية على مساعدات إنسانية متقطعة، وعقوبات رمزية ضد طرفي الصراع. ورغم إدراج وزارة الخارجية الأمريكية جرائم الدعم السريع ضمن تصنيف "الإبادة الجماعية"، إلا أن واشنطن لم تعين مبعوثًا خاصًا للسودان منذ عام 2021، ما يعكس ضعف الانخراط السياسي المباشر.

كما توقفت معظم برامج المساعدات الغذائية والصحية عقب تجميد عمليات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، ما فاقم الأزمة الإنسانية داخل البلاد.

الفراغ الاستراتيجي في البحر الأحمر

يرى التقرير أن غياب الدور الأمريكي النشط في السودان يتيح منافذ استراتيجية خطيرة أمام خصوم واشنطن. فالموقع الجغرافي للسودان، بامتداده الساحلي على البحر الأحمر، يمنح أي قوة عسكرية أو بحرية موطئ قدم حاسمًا في واحدة من أهم مناطق العبور التجاري في العالم.

وقد كشفت تصريحات سودانية رسمية عن قرب توقيع اتفاقية تسمح بإنشاء قاعدة بحرية روسية في بورتسودان، وهي خطوة من شأنها تهديد الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وفتح المجال أمام توغل عسكري روسي دائم في المياه الإقليمية الحيوية.

تهديدات إقليمية وارتدادات خارج الحدود

لا يقف الخطر عند الحدود السودانية؛ إذ تشهد دول الجوار مثل جنوب السودان، تشاد، إثيوبيا، وليبيا أوضاعًا مضطربة، في حين تجاوز عدد اللاجئين السودانيين في تلك البلدان 4 ملايين نسمة، ما يشكل عبئًا إضافيًا على الأنظمة الهشة، ويهدد بانفجار أزمات اجتماعية وأمنية واسعة النطاق.

ويحذر التقرير من أن استمرار غياب المبادرة الأمريكية سيؤدي إلى تصعيد إقليمي واسع، بما يضر مباشرة بالمصالح الأمريكية والأوروبية، ويقوض جهود الاستقرار في أفريقيا.

دعوة لتحرك أمريكي عاجل

اقترح معهد نيولاينز عدة خطوات للتدخل الأمريكي منخفض التكلفة، تشمل:

تعيين مبعوث خاص إلى السودان لإعادة إحياء المسار الدبلوماسي.

توسيع قنوات التواصل مع القوى الإقليمية الداعمة لطرفي النزاع، والضغط لوقف تدفق الأسلحة.

توظيف أدوات العقوبات والضغط السياسي ضد حلفاء الدعم السريع المتورطين في تغذية الصراع.

إحياء منصة جدة أو إيجاد إطار تفاوضي جديد أكثر شمولًا وانخراطًا.

ويخلص التقرير إلى أن الولايات المتحدة، وعلى وجه الخصوص إدارة ترامب التي أبدت اهتمامًا متزايدًا بأفريقيا، تملك فرصة حقيقية لاستعادة موقعها كقوة مؤثرة وصانعة للسلام، إذا ما قررت التحرك سريعًا لإخماد نيران السودان، ومنع تحولها إلى أزمة إقليمية كبرى.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق معمار المرشدي تبيع الوهم.. قرية زهرة.. مشروع عاجز وخدمات غائبة وشكاوى بلا مجيب
التالى ركلة جزاء واحدة وهدفان رائعان.. إحصائيات وأرقام ...