قال مسؤولون أمريكيون، إن صوراً ملتقطة عبر أقمار اصطناعية تجارية أظهرت حشوداً عسكرية ومعدات إسرائيلية قرب الحدود مع غزة، في مؤشر على استعداد جيش الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ عملية برية جديدة في القطاع، وتأتي هذه التطورات عقب موافقة المجلس الوزاري الأمني المصغر على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للسيطرة الكاملة على مدينة غزة، كجزء من استراتيجية أوسع لبسط السيطرة على كامل القطاع.
وأوضح المسؤولون لشبكة NBC News أن الصور أظهرت تحركات وتشكيلات ميدانية للقوات، ما يُعد دلالة واضحة على قرب تنفيذ عملية واسعة النطاق.
وبحسب ثلاثة مسؤولين أمريكيين وشخص مطلع على النقاشات الإسرائيلية، فإن العملية المحتملة قد تشمل جهوداً لتحرير المحتجزين لدى حركة "حماس"، إلى جانب توسيع نطاق المساعدات الإنسانية في المناطق البعيدة عن القتال.
وتنفذ إسرائيل عمليات برية في غزة منذ 27 أكتوبر 2023، وتسيطر حالياً على نحو 75% من مساحة القطاع، فيما تبقى مدينة غزة وعدد من مخيمات اللاجئين في وسط القطاع خارج سيطرتها.
خطة السيطرة على غزة
وأعلن مكتب نتنياهو، فجر الجمعة، أن "الكابينت" أقر خطة الجيش للسيطرة الكاملة على مدينة غزة شمال القطاع، مع تولي إسرائيل توزيع المساعدات الإنسانية خارج مناطق القتال. وأكد البيان أن القرار يأتي دعماً لمقترح نتنياهو "لهزيمة حماس"، وأن غالبية أعضاء المجلس وافقوا على قائمة تضم خمسة شروط لإنهاء الحرب: نزع سلاح حماس، إعادة جميع المحتجزين الخمسين (يُعتقد أن 20 منهم فقط على قيد الحياة)، تحويل غزة إلى منطقة منزوعة السلاح، فرض سيطرة أمنية إسرائيلية على القطاع، وإقامة حكومة بديلة لا تتبع لحماس أو للسلطة الفلسطينية.
وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، جدد نتنياهو تأكيده على نية إسرائيل السيطرة على غزة بالكامل، بهدف "إبعاد حماس وتمكين سكان القطاع من التحرر منها"، مع تسليم الإدارة لجهة مدنية "لا تدعو إلى تدمير إسرائيل". وعندما سُئل إن كان يقصد احتلال القطاع، أوضح: "لا نريد الاحتفاظ به، بل ضمان محيط أمني".
ويأتي هذا التصعيد في ظل توتر بالعلاقات الأميركية – الإسرائيلية، بعد محادثة هاتفية بين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب في 28 يوليو، تحولت إلى مشادة على خلفية ملف "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من واشنطن وتل أبيب. ورغم الخلافات، نقل مسؤولون أميركيون وإسرائيليون أن ترامب لا يعارض خطة نتنياهو للسيطرة الكاملة على غزة. وفي تصريح صحفي الأسبوع الماضي، قال ترامب إنه يركز على "إيصال الطعام للسكان"، مضيفاً أن مسألة الاحتلال العسكري "متروكة لإسرائيل إلى حد كبير".