أثارت الأنباء عن إصابة وزير الخارجية الصربي بالسكتة الدماغية اهتمام الرأي العام العالمي، وفتحت باب النقاش حول هذا المرض الخطير الذي يُعد أحد أكثر الأسباب شيوعًا للوفاة والعجز حول العالم.
لذلك نستعرض إليكم جميع التفاصيل حول السكتة الدماغية في هذا التقرير التي يعتمد على معلومات دقيقة حولها.
ما هي السكتة الدماغية؟
السكتة الدماغية (Stroke) هي انقطاع أو انخفاض شديد في تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، ما يحرم أنسجته من الأكسجين والمواد المغذية. خلال دقائق، تبدأ خلايا الدماغ في الموت، وهو ما يجعل سرعة التدخل الطبي أمرًا بالغ الأهمية.
أنواع السكتة الدماغية
1. السكتة الإقفارية (Ischemic Stroke)
الأكثر شيوعًا وتمثل نحو 85% من الحالات.
تحدث نتيجة انسداد شريان دماغي بجلطة دموية أو ترسبات دهنية.
2. السكتة النزفية (Hemorrhagic Stroke)
أقل شيوعًا وأكثر خطورة.
تنتج عن تمزق أحد الأوعية الدموية في الدماغ، ما يؤدي إلى نزيف داخلي.
3. النوبة الإقفارية العابرة (TIA)
تعرف بالسكتة الصغرى.
أعراضها مؤقتة وتستمر دقائق أو ساعات، لكنها مؤشر خطر قوي لاحتمال حدوث سكتة كاملة لاحقًا.
أعراض السكتة الدماغية
التعرف المبكر على الأعراض قد ينقذ حياة المصاب، ومن أبرزها:
ضعف أو خدر مفاجئ في الوجه أو الذراع أو الساق، خصوصًا في جانب واحد من الجسم.
صعوبة في التحدث أو فهم الكلام.
فقدان التوازن أو التنسيق الحركي.
صداع شديد مفاجئ دون سبب واضح.
اضطراب في الرؤية بعين واحدة أو كلتيهما.
طريقة "FAST" للتذكّر:
F (Face): الوجه مائل أو الابتسامة غير متساوية.
A (Arms): ضعف في رفع الذراعين.
S (Speech): صعوبة في الكلام.
T (Time): الوقت عامل حاسم، يجب الاتصال بالإسعاف فورًا.
عوامل الخطر
هناك عوامل تزيد احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية، منها:
ارتفاع ضغط الدم.
أمراض القلب واضطراب ضرباته.
داء السكري.
التدخين.
السمنة وقلة النشاط البدني.
ارتفاع الكوليسترول.
التقدم في السن (خاصة بعد سن 55 عامًا).
التاريخ العائلي للإصابة.
التشخيص والعلاج
التشخيص:
يتم عبر الفحص السريري العاجل، وتحاليل الدم، والتصوير المقطعي (CT) أو بالرنين المغناطيسي (MRI) لتحديد نوع السكتة.
العلاج:
في حالة السكتة الإقفارية: إعطاء أدوية مذيبة للجلطات خلال أول 4.5 ساعات.
في حالة السكتة النزفية: التدخل الجراحي أو الأدوية لوقف النزيف وخفض ضغط الدم.
إعادة التأهيل: العلاج الطبيعي والنطق والدعم النفسي لتقليل الآثار طويلة المدى.
الوقاية
التحكم في ضغط الدم والسكر والكوليسترول.
الإقلاع عن التدخين والكحول.
ممارسة الرياضة بانتظام.
تناول غذاء صحي غني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.
الحفاظ على وزن صحي.
إجراء فحوصات طبية دورية.
في النهاية السكتة الدماغية حالة طبية طارئة لا تحتمل التأجيل، وسرعة الاستجابة قد تكون الفارق بين الحياة والموت أو بين التعافي والإعاقة الدائمة. قصة الوزير الصربي تذكرنا بأن الخطر قد يطال الجميع، وأن الوقاية تبدأ من وعي الفرد ومتابعته لصحته.