"الإنسانية تُدفن في غزة".. شهادة دامغة من أطباء بلا حدود على وضع القطاع

أكد عبد الحليم عبد الله المستشار الإعلامي لفريق الطوارئ بمنظمة أطباء بلا حدود، أن هناك تخاذل عالمي تجاه ما يحدث في قطاع غزة.

وقال عبد الله في مداخلة مع قناة "الجزيرة": "في البداية، أود أن أوضح أن ما يُسمى بمؤسسة غزة الإنسانية هو مجرد اسم، لكنها في واقع الأمر لا تمتّ للعمل الإنساني بصلة، العمل الإنساني له قيم ومبادئ واضحة، منها الحياد، والاستقلال، وعدم الإضرار بالمدنيين، وهي جميعها غائبة عن نشاط هذه المؤسسة، خصوصًا في مواقع توزيع الغذاء".

وأضاف: "نحن نرى أن هناك قتلًا ممنهجًا، وفرقنا الطبية على الأرض تشهد إبادة جماعية حقيقية في قطاع غزة هناك تعمّد واضح في إصابة وقتل المدنيين، حتى أولئك الذين يسعون للحصول على المساعدات، بل ويضحّون بحياتهم من أجلها".

وتابع: "في أحد تقاريرنا، قمنا بتوثيق وقوع 28 قتيلًا وأكثر من 174 مصابًا، من مواقع توزيع الغذاء، فقط في منطقتي المواصي والعطاطرة، حيث تعمل فرقنا من بين المصابين، كان 71 طفلًا تحت سن الخامسة عشرة، بعضهم أُصيب بطلقات نارية".

وأكمل: "هذا أمر غير مقبول إطلاقًا، خاصة أننا نعمل في أكثر من 70 دولة حول العالم، ولم نشهد مثل هذا الاستهداف المباشر للمدنيين في أي مكان نحن الآن في مرحلة شديدة الخطورة من هذه الحرب، ونطالب بوقف هذه المسرحية الهزلية على جميع حلفاء إسرائيل، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، أن يوقفوا دعمهم المادي والسياسي لمثل هذه الجرائم".

وأوضح: "هناك تخاذل عالمي مخزٍ الإنسانية تُدفن في غزة يوميًا هؤلاء الأطفال ليسوا أرقامًا، إنهم بشر، لهم أسماء، ولهم أسر وأحلام ومستقبل قُتل معهم".

وواصل: "تقاريرنا وتقارير الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية واضحة وعلنية كل العالم يرى هذه الجرائم البشعة بحق المدنيين، ولا يمكن لأحد أن يدّعي الجهل حتى وسط التعتيم، الصور تُبث يوميًا، والضحايا يُعرضون على الشاشات، كما رأينا الطفلة رؤى، التي استشهدت اليوم بسبب الجوع".

واختتم: "نتمنى أن يكون هناك مساءلة واضحة، ليس فقط للمؤسسة المسؤولة عن توزيع الغذاء، بل أيضًا للمتعاقدين الأمريكيين الموجودين على الأرض، والذين يشاركون في هذه المأساة".