تواصل الأزمة الإنسانية في قطاع غزة تصاعدها بشكل مأساوي، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المطبق ومنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما أدى إلى اتساع رقعة المجاعة وسوء التغذية. فقد أعلنت مصادر طبية، اليوم الخميس، وفاة أربعة مواطنين خلال الـ24 ساعة الماضية، بينهم طفلان، ليرتفع إجمالي ضحايا الجوع وسوء التغذية إلى 197 حالة وفاة، منهم 96 طفلًا.
وتُظهر هذه الأرقام القاتمة حجم الكارثة التي تعصف بالسكان المدنيين، لا سيما الأطفال الذين يشكلون الفئة الأكثر هشاشة. وأكدت منظمة الصحة العالمية أن نحو 20% من الأطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعانون من سوء تغذية حاد، في مؤشر خطير على انهيار المنظومة الصحية والغذائية بالكامل.
وتعزز هذه الأرقام التحذيرات الصادرة عن وكالات أممية مثل "الأونروا"، والتي نبهت إلى تضاعف معدلات سوء التغذية بين الأطفال في الفترة بين مارس ويونيو، نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي الذي ازداد تشددًا منذ إغلاق المعابر في 2 مارس 2025، ما حرم السكان من أبسط مقومات البقاء.
ضحايا العدوان
منذ السابع من أكتوبر 2023، يواجه القطاع عدوانًا واسع النطاق تصفه تقارير حقوقية ودولية بأنه يرتقي إلى "إبادة جماعية"، تشمل القتل الممنهج والتجويع والتهجير القسري، رغم صدور أوامر واضحة من محكمة العدل الدولية تدعو إسرائيل، بصفتها قوة احتلال، إلى وقف هذه الانتهاكات الفادحة.
وقد أسفر هذا العدوان المتواصل عن أكثر من 209 آلاف شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، وسط انهيار شبه كامل للبنية التحتية للقطاع، بما في ذلك المستشفيات والمراكز الصحية.
في ظل هذا المشهد الكارثي، تبرز الحاجة الملحة لتدخل دولي فوري وفعّال، يتجاوز الإدانات الشكلية، ويضع حدًا لحصار يفتك بالأرواح بصمت، أمام أنظار العالم.
