حذر الدكتور أحمد الفره، مدير مستشفى الأطفال في مجمع ناصر الطبي بخان يونس، من تفاقم الأوضاع الصحية والإنسانية للأطفال في قطاع غزة، مؤكدًا أن الأطفال يواجهون كارثة متعددة الأبعاد نتيجة الحصار الشديد والتجويع الممنهج، مما انعكس بشكل مباشر على صحتهم الجسدية والنفسية.
وفي تصريحات لقناة "الجزيرة" قال الفرة: "الأطفال في غزة يعانون من انعدام الغذاء الكافي، والطحين العادي بات حلمًا صعب المنال، فما بالك بالطحين الخاص بالأطفال المصابين بحساسية القمح (مرض السيلياك)، والذين يتدهور وضعهم الصحي بشكل مأساوي".
وأضاف أن هؤلاء الأطفال يعانون من الإسهالات المزمنة، نقص حاد في البروتينات، وظهور علامات أمراض سوء التغذية الحادة مثل الكواشركور والوذمات، وتأخر النمو الجسدي والعقلي، فضلًا عن آثار خطيرة تطال الأسنان، الأظافر، والشعر، وقد تؤدي في المدى البعيد إلى أمراض خبيثة.
كما تطرق الدكتور الفره إلى معاناة الأطفال المصابين بداء السكري، مؤكدًا غياب أقلام الإنسولين وأجهزة قياس السكر، إلى جانب غياب أي نظام غذائي متوازن يلبي احتياجاتهم، ما يعرضهم لحالات متكررة من ارتفاع أو انخفاض حاد في مستوى السكر، ويؤدي إلى دخولهم أقسام العناية المركزة بشكل متزايد.
ولم يقتصر التحذير على هذه الفئات، إذ أكد الفره أن سوء التغذية بات ظاهرة عامة، حيث يستقبل المستشفى يوميًا ثلاث إلى أربع حالات حرجة، في حين أن المئات يعانون خارج أسواره وشبه الفره بعض الحالات بـ"هياكل عظمية تسترها طبقة جلد"، في مشاهد وصفها بأنها تنتمي لعصور المجاعة الكبرى.
وشدد على أن إصلاح حالة سوء التغذية لدى الأطفال يتطلب فترات علاج طويلة ومعقدة، لافتًا إلى أن الأوضاع النفسية للأهالي متدهورة بسبب عجزهم عن تلبية احتياجات أطفالهم، في حين يعاني الطاقم الطبي من ضغط شديد يفوق طاقتهم في ظل نقص الإمكانات.
كما أشار إلى التدهور الكبير في مناعة الأطفال، مؤكدًا أن الجهاز المناعي في غزة وصل إلى أدنى مستوياته عالميًا وأوضح أن أمراضًا مثل الالتهاب الرئوي كانت تُعالج خلال أيام قبل الحرب، لكنها اليوم تستمر لأسابيع وقد تستلزم تدخلًا جراحيًا، وقد رُصدت 24 حالة تقيح رئوي في 3 أشهر فقط، وهو رقم غير مسبوق.
