غيَّرَت بعض ناقلات النفط الروسي مسارها من البحر الأحمر إلى طريق رأس الرجاء الصالح باتجاه الهند خلال الأسابيع القليلة الماضية، بحسب بيانات حصلت عليها وحدة أبحاث الطاقة، ومقرّها واشنطن.
وبلغ عددها 6 ناقلات، وكانت تحمل الخام الروسي متجهة إلى الهند عبر طريق البحر الأحمر وقناة السويس -الطريق الرئيس للنفط الروسي-، لكنها غيّرت مسارها في اللحظات الأخيرة.
واضطرت شركة الملاحة المشغّلة إلى تغيير خط سير ناقلات النفط التابعة لها قبل دخولها قناة السويس، لتعود للدوران حول أفريقيا، بعد تحذير شركة التأمين من هجمات محتملة للحوثيين على أيّ ناقلات تتبعها، لأن بعض السفن المملوكة لها ذهبت إلى موانٍ إسرائيلية.
وكان الحوثيون قد هاجموا في وقت سابق من شهر يوليو/تموز الماضي ناقلة بضائع يونانية ترفع العلم الليبيري، عبر طائرة مسيرة وزوارق بحرية سريعة، ما أسفر عن مقتل 4 بحارة.
كما أغرقت الحركة المسلحة المتربصة بالسفن حول مضيق باب المندب سفينةً أخرى خلال الشهر الماضي، ما أثار مخاوف ناقلات النفط اليونانية التي صارت تتجنب البحر الأحمر، وتفضّل الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح، رغم طول مسافته وارتفاع تكاليفه.
تقديرات تأخُّر ناقلات النفط الروسي إلى الهند
بلغ حجم شحنات الخام الروسي الـ6 قرابة 4.3 مليون برميل، أغلبها من خام الأورال المفضّل لدى مصافي التكرير الهندية.
ويُهيمن النفط الروسي على واردات الهند من الخام بنسبة تصل إلى 45%، وتزايدت حصّته بصورة كبيرة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، والخصومات المتعلقة بالخام الروسي.
وبحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة، بلغت صادرات روسيا من النفط الخام المنقول بحرًا 5.05 مليون برميل يوميًا خلال شهر يوليو/تموز الماضي، مقابل 4.9 مليونًا في الشهر السابق له.
وبصفة عامة، من المتوقع تأخُّر وصول ناقلات النفط الروسي المتجهة إلى الهند لمدة تصل إلى 10 أيام إضافية، نتيجة تحويل مسارها من البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح.
وتوضح الخريطة التالية -التي حصلت عليها وحدة أبحاث الطاقة من شركة كبلر لتتبُّع السفن- أماكن ناقلات النفط الروسي الـ6 التي غيّرت مسارها إلى رأس الرجاء الصالح يوم الثلاثاء 5 أغسطس/آب 2025:
ويبلغ زمن شحن خام الأورال الروسي من مواني البلطيق الروسية مثل بريمورسك أو أوست لوغا إلى الوجهات الآسيوية مثل الصين والهند عبر قناة السويس قرابة 45 يومًا، أو ما يعادل 5 آلاف و600 كيلومتر (3.5 ألف ميل).
بينما يبلغ زمن الشحن من المواني نفسها إلى الصين والهند عبر طريق رأس الرجاء الصالح قرابة 55 يومًا، لزيادة المسافة بمعدل 30% إلى 40%، مقارنة بقناة السويس، بحسب بيانات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
ورغم قصر طريق قناة السويس، فإن مخاطره صارت أعلى بسبب هجمات الحوثيين التي دفعت ناقلات النفط الروسي إلى تغيير مسارها -مؤخرًا- خوفًا من الاستهداف.
تكاليف الشحن
تضطر السفن المارّة عبر طريق رأس الرجاء الصالح لتكبُّد تكاليف أعلى في استهلاك الوقود الذي يزيد بنسبة 30% على الأقل، مقارنة بالعبور من طريق البحر الأحمر- قناة السويس.
فعلى سبيل المثال، يمكن لناقلة غاز مسال عملاقة -اختارت رأس الرجاء الصالح- أن تستهلك وقودًا بقيمة تتراوح من 30 إلى 35 ألف دولار يوميًا، بأسعار عام 2023.
وتراوحت تكاليف شحن خام الأورال من مواني البلطيق إلى الهند -عبر قناة السويس- خلال شهري يوليو/تموز، وأوائل أغسطس/آب 2025، من 5 إلى 5.3 مليون دولار لكل شحنة بحجم 730 ألف برميل.
وعمومًا، ما تزال تكاليف مرور ناقلات النفط الروسي وغيرها عبر رأس الرجاء الصالح الأعلى تاريخيًا بسبب المسافات الأطول واستهلاك الوقود.
ففي عام 2023، تراوحت تكاليف شحن حمولة تزن 140 ألف طن من ميناء نوفورسيسك إلى الهند عبر هذا الطريق من 4.1 إلى 4.2 مليون دولار، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها أبحاث الطاقة.
على الجانب الآخر، ارتفع التأمين ضد مخاطر الحرب بصورة كبيرة من 25% إلى 300% منذ عام 2023، مع زيادة حذر شركات التأمين في تغطية الناقلات المملوكة أو التابعة لشركات مرتبطة بإسرائيل.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
